Sunday, February 16, 2014

عناوين أخبار كنت أتمنى أشوفها التلات سنين اللي فاتوا!

(مقال بتاريخ 28 يناير 2014)
مساء الخير أو صباح الجمال عزيزي القارئ:

غمض عينيك وأنسي الواقع ثواني وعيش معايا في الخيال .... فكر كده كان ممكن يكون مصير الثورة أيه لو كانت ده عناوين الأخبار في التلات سنين اللي فاتوا.

" أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل ينفي أي أنقسام داخل الحركة و يؤكد أن تطبيق الديموقراطية لابد أن يبدا من الداخل و أنه لن يدير الحركة منفردا" مارس 2010

"البرادعي يقود عشرات الالاف في أكبر تظاهرة منذ عقود يوم 25 يناير 2011 ... ويصرح من ميدان التحرير...علي مبارك ن يرحل والمصريين لن يقبلوا بوجوده أكثر من ذلك" 25 يناير 2011

"بعد أسقاط مبارك بأسابيع قليلة البرادعي يؤسس حزب الدستور ليعبر عن الثورة المصرية... ويضع  برنامج واضح للحزب هو و كافة قيادات القوي المدنية الثورية" 10 مارس 2011

" المصريين حسموا امرهم و قالوا لأ لتعديل دستور ساقط بالفعل و طالبوا بكتابة دستور جديد و نتيجة الأستفتاء: لأ تخطت 60
%" 21 مارس 2011

" حزب الدستور ينجح في ضم مئات الالاف من الشباب ويشكل الرقم الصعب في معادلة الانتخابات البرلمانية القادمة " 20 أغسطس 2011

" الحركات الثورية تطلب من الشباب التخطيط وعدم الاندفاع وراء أي دعوة غير مدروسة للتظاهر والاصطدام بالأمن" 10 أكتوبر 2011

"صباحي يحذر من خطر المشروع الأخواني علي الهوية المصرية و يؤكد: مع كامل أحترامي لأبو الفتوح الا أن مشروعه يتناقض مع الهوية الوطنية" مارس 2012

" البرادعي مخاطبا أبو الفتوح: كيف تطلب مننا أن نصدق أن رجل قضي عمره بالكامل في جماعة الأخوان لا ينتمي لها قلبا و قالبا؟" أبريل 2012

" الحركات الثورية تتجاهل دعوات أبو إسماعيل لاقتحام وزارة الدفاع"

" انسحاب جماعي لشباب التيار المدني من حملة أبو الفتوح" أبريل 2012

البرادعي مصرحا: بالرغم من احتمالية عودة دولة مبارك علي يد شفيق الا أن مرسي ومشروعه يمثلان خطرا داهما علي هوية الدولة و المجتمع المصري" يونيو 2012

"أئتلاف الحركات الثورية يوقع علي ميثاق ثورة و الذي ينص علي عدم استخدام الدين في السياسة...و الذي بدوره أدي الي انسحاب ممثلي الأخوان و الحركات السلفية من الأئتلاف"

حزب الدستور و حزب المصريين الأحرار و الحزب المصري الديموقراطي الأجتماعي يحصدوا 40 في المئة من كراسي البرلمان
الأئتلافات الثورية تصرح: بذلنا جهد شاق في الشهور السابقة للأنتخابات و خططنا للأنسحاب من الميادين و التوجه الي بيوت أهالينا البسطاء بشكل مرحلي تقديرا لأهمية البرلمان

المصريين في الخارج يدعمون حزب الدستور والأحزاب الثورية بعشرات الملايين من أجل دعم حملات شباب الثورة في البرلمان

باسم يوسف محذرا من أنتخاب مرسي : أقرأوا كتاب معالم علي الطريق لتعلموا من هو سيد قطب الذي يري فيه محمد مرسي أنه الأسلام الحقيقي

بلال فضل: أنا راجع اليمن و بلدي أولي بي.

بعد 30 يونيو

القوي الثورية تساند الجيش و الشرطة في حربها ضد الأرهاب

الأشتراكيين الثوريين: لا يجب الأستهانة بخطر الأهاب و مصر لن تتحول الي سوريا أو العراق

حركة 6 أبريل تصرح: نعم التظاهر حقنا ولن نتنازل عنه ولكننا نقدر أن الشرطة منهكة ولن نتحدى قانون التظاهر تقديرا للظروف الراهنة ....و لكننا نراه معيبا و نجري أتصالات مع الحكومة من أجل أعادة النظر فيه

حكومة الببلاوي تعيد النظر في قانون التظاهر

الحركات الثورية ترفض التصادم مع الشرطة مجددا في ذكري محمد محمود الثالثة و تقرر تخصيص الذكري لدعم شباب الثورة داخل لجنة الخمسين و تطالب أعضائها و شباب مصر بالتدوين أسبوعا كاملا ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين

قبل أسبوعين من مناقشة الدستور الجديد الاف الشباب يرتدون تيشيرتات عليها شعار "أنا ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين"

الحركات الثورية تنجح في الضغط علي لجنة الخمسين من أجل ألغاء مادة المحاكمات العسكرية للمدنيين مستخدمة أليات مبتكرة

الحركات الثورية تهنئ المصريين بانتهاء أول استحقاق من خارطة الطريق

 2014 البرادعي ينافس السيسي في أنتخابات

 ...فتح عينيك بقي:)
ده كانت مجرد أحلام

ماهر جبره
28 يناير 2014


عن دولة توتير الشقيقة أتحدث!

(مقال بتاريخ 14 ينار 2014)

يسخر سكان دولة توتير الشقيقة من فرحة المصريين أن أسطورة الغزاة الجدد (الأخوان) قد أنتهت اليوم و يتهمون المصريين أنهم عبيد للبيادة !!

جملة من مقالة بأفكر أكتبها عن أزاي بعض النشطاء بقوا في حالة أنفصال تام عن المصريين لا يقل أبدا عن أنفصال الأخوان عن الواقع.

ففي اللحظة اللي المصريين حاسيين أن النهارده عيد و الناس بترقص من الفرحة في الشوارع و أمام اللجان، ينوح سكان دولة توتير و يتباكون و يسخرون بل و أحيانا يشتمون المصريين ثم يندهشون لماذا تنهار شعبيتهم بين الناس بسرعة الصاروخ!! 

ثم يصرخون أن المصريين قد باعوا الثورة علي أعتبار ان الثورة بقت حق حصري لكام أسم من أسماء نجوم النشاط السياسي ... ففجأة أصبح كل المصريين (من وجهة نظرهم) معاديين للديموقراطية و حقوق الأنسان و أصبحوا هم فقط من يتمسكون بالمبادئ بعد أن ثبت أن كل من علي الساحة بلا مبادئ!!

غالبية هؤلاء النشطاء روجوا لنظرية "عصر اللمون" و أنتخاب الأرهابي محمد مرسي رئيسا لمصر... هم أيضا من تغاضوا عن تاريخ الجماعة الأرهابي و علاقاتها المشبوهة مع الجماعات الأرهابية النشطة و تناسوا عن عمد خطابها السياسي الذي يروج لدولة طائفية لا تعترف بالمواطنة و لا بالحقوق ... كل هذا تناسوه يوم انتخاب مرسي و طالبوا المصريين أن يتبعوهم بأسم الثورة و فعلا المصريين بسلامة نية مشيوا وراهم و لما أثبتت الأيام أنهم عملوا خطأ سياسي كارثي الناس فقدت الثقة فيهم و بطلوا يصدقوهم ... سبحان الله يا أخي ده المصريين دول وحشين أوي!! 

ما العجب ؟ أنت روجت للأسلام السياسي بأسم الثورة ... الأسلام السياسي حكم سنة خرب البلد فالناس خرجت ضده و ضدك أيه الصعب في الكلام ده علشان تفهمه!!

عزيزي المتباكي و المتحدث حصريا بأسم الثورة و كأنها ثورتك أنت وحدك التي صنعتها وحدك و المصريين في بيوتهم... الناس مش تحت امرك و لا أمري الناس هتمشي ورا اللي يديها أمل و يكون عنده رؤية واضحة للتغيير نحو الأفضل مش للتغيير و بس!

شكرا عمرو موسي!

!شكرا عمرو موسي
(مقال بتاريخ 15 ديسمبر 2013)

لما عمرو موسي أترشح لرئاسة مصر في 2012 لقيت ناس بترفضه بحجة أنه عنده لغد و ناس تانية بحجة أنه بيشرب سيجار و ناس بحجة انه خمورجي و بتاع نسوان و أخرين بحجة انه سهوا قال أيران دولة عربية في المناظرة الشهيرة مع أبو الفتوح و أخرين بحجة أنه فاسد (بدون أي دليل).

كل يوم تثبت الأيام أن موسي رجل دولة من الطراز الأول و أننا كثوار بأسم الثورة مارسنا أقصاء و تشويه بلا حدود لأشخاص تحتاجهم الدولة المصرية بشدة في هذة اللحظة علي رأسهم وزير الخارجية الأسبق عمرو موسي 

موسي كان _و مازال في رأيي_ يستطيع أن يقود مصر الي بر أمان .... علي الأقل هو أفضل بشكل لا يحتمل حتي المقارنة من سئ الذكر أبن العياط التي رأت 6 أبريل و مجموعات ثورية أخري أنه سيحقق الديموقراطية!

موسي تعرض الي حملات من التشهير من 6 أبريل رهيبة... بل أن في أنتخبابات الرئاسة كانوا يذهبون الي مؤتمراته الرئاسية ليمنعوا المؤتمر بالقوة. بل و أن موسي تم طرده من أماكن مختلفة بحجة مطاردة "الفلول" و هي الكلمة الأخوانية التي رفضت و مازالت أرفض أستخدامها.

و اليوم ينجز عمرو موسي مهمة شبه مستحيلة بحنكة دبلوماسي من طراز نادر و هي رئاسة لجنة الخمسين و الأنتهاء من كتابة الدستور... فموسي الذي أهانه كثيرين بأسم الثورة أدار من خلال رئاسته للجنة الخمسين عدة صراعات عنيفة بين الدولة و الثورة و بين التيار الليبرالي و التيار السلفي المتشدد .... ليخرج بدستور يعبر عن توافق أطراف متصارعة و متناحرة .... يخرج بدستور رغم نقائصه المتعددة الا أنه الضمان الأوحد و الوحيد أن لا تتحول صراعاتنا السياسية الي صراعات مسلحة في حرب أهلية تحرق مصر.

هذا الرجل الوطني جدا و المخلص جدا و الذي يثبت يوم بعد يوم حبه لمصر ، و تثبت الأيام قصر نظر الثوار عندما أحتقروه لأنه كان يوما ما وزير خارجية مبارك، هذا الرجل ينسي له الثوار ما فعله و ما أنجزه و يتذكرون له سهوة لسان ( أستمناء بدل أستفتاء) 

و كأن الأوطان تبني بالسخرية و نكران الجميل!! الحقيقة أن موسي يستحق التكريم الرفيع علي كل ما قدمه لمصر في ظروف شديدة الصعوبة و ليس السخرية منه. 

و الحقيقة أن التاريخ سيذكر أنه كان هناك رجلا في السبعينيات من عمره فضل أن يعيش في مصر و ليس النمسا. و أختار ان يتعامل مع وضع شديد الصعوبة و التعقيد و أن يتحمل المسئولية في ظروف قاسية وقاد عملية كتابة الدستور ليحمي البلد من الأقتتال الداخلي ..... 

هذا الرجل سيكرمه التاريخ و لكنه حاليا يهان من الثوار الذين يكرمون أخرا و يعتبرونه شبه اله في حين أن هذا الأخر أختار الهروب من مصر في ادق و أصعب الظروف!

Saturday, February 15, 2014

لقاء السيسي و بوتين .... و الموقف الأمريكي!



أنا عايش في واشنطن دي سي بقالي سنتين و في أغلب اللقاءات اللي حضرتها مع مفكرين أمريكيين عن مصر كثيرا منهم يصرون ان المستقبل للأخوان و ان الديموقراطية تعني صعود الأسلام السياسي. و أن المصريين في معظمهم داعمين أو منتمين للأسلام السياسي و مهما تقول لهم أن ده مش حقيقي ماحدش عايز يسمعك لدرجة أنك تحس أن الموضوع مش أن الباحث ده بيحاول يدرس الحالة المصرية بأمانة علمية و بحثية ..و لكنه عايز يفرض أجندة معينة علي المصريين بالعافية.... أتذكر نقاش حاد دار بيني و بين أستاذ في جامعة جورج واشنطن (د. ناثان براون) في مارس 2012 و هو من الأصوات المسموعة جدا هنا. و كان يصر ان الأخوان باقيين الي عقود قادمة و أن أقول له يا سيدي الفاضل أنا مصري و عشت عمري كله في مصر و بأقول لك شعبية الأخوان في مصر انهارت و أنا بأتوقع أن مرسي لن يستمر في ولايته لأن المصريين سيخرجون ضده ... طبعا و لا كأني بأقول أي حاجة و كأني مجرد طفل ساذج مش فاهم أي حاجة عن مصر و هو اللي أتولد في السيدة زينب مثلا!!!

وحتي بعد ما خرج ملايين المصريين ضد الأسلام السياسي ظل نفس المفكرين لا يتحدثون الا عن الأخوان و معاناة الأخوان متجاهلين بوضوح شديد ثورة 30 يونيو فضلا عن أنهم أصلأ مش شايفين أنهم ثورة من الأساس.... و بعدين متعجبين ان مصر تتجه الي الحليف الروسي !!

الروس يدركون ما هو الأسلام السياسي و لا يتعاموا معه بالمنطق الأمريكي العجيب (لما الدقنجية يحكموا هيبعدوا عن الأرهاب!!!) و بالتالي لما المصريين اللي الأرهاب ممرر عيشتهم يتحالفوا مع الروس الي مقدرين خطورة الأرهاب علشان يكافحوا الأرهاب ده يبقي أيه الغريب في كده!!!

نفوذ أمريكا بيقل في القاهرة يوم بعد يوم و بعد 30 يونيو المعادلة أختلفت _و ده بغض النظر أحنا ماشيين كويس و لا لأ _ لكن الحاجة الأيجابية أن القرار السياسي المصري بقي بيتأخد في القاهرة بدون أملاءات من واشنطن زي ما كان بيحصل لفترة طويلة جدا و بالأخص تحت حكم طنطاوي و مرسي.

ليل نهار مفكرين أمريكان بيضغطوا علي أوباما من أجل قطع المعونة العسكرية و هو يناور و يرجع في كلامه.... طيب السيسي هيأخد سلاح من روسيا يا معلم، يعني ممكن المعونة و اللي هي أصلا بتصب في صالح مصانع السلاح الأمريكية بالدرجة الأولي تقفد قيمتها التفاوضية الي حد بعيد.

للعلم المعونة المريكية جزئين عسكرية و أقتصادية العسكرية قيمتها 1.3 مليار دولار و ده بتروح معظم فلوسها لمصانع السلاح الأمريكي ... يعني أمريكا كدولة بتشتري سلاح من مصانع امريكية و تديها لمصر ... يعني قطع المعونة معناه ان مصانع السلاح ده تتضرر جدا.

و أقتصادية 250 مليون دولار .....المصيبة أن الناس هنا بتتكلم عن المعونة كما لو كان المعونة ده مثلا هي اللي مقومة الأقتصاد المصري و لو أختفت الأقتصاد هينهار .... المعونة اللي بتروح للمصريين مش لمصانع السلاح الأمريكي 250 مليون دولار يعني بالبلدي و لا حاجة في ميزانية دولة!!!

بغض النظر عن أي شئ أنا كمصري وطني بأحب بلدي سعيد جدا أن مصر تنوع مصادر سلاحها لأن مافيش دولة ممكن تكون مستقلة و سلاحها بيجي من دولة واحدة .... غير أني بجد مليت من تهديدات قطع المعونة ... كمان سعيد لأن أي دولة محترمة (مش تابعة) لازم تبني علاقات مع القوي اللي موجودة في العالم كله ....لأن توازن
العلاقات ده هو اللي يضمن الأستقلالية في القرار السياسي.

ماجد ماهر جبره
واشنطن
13 فبراير 2014 

Saturday, December 7, 2013

مهرجان أزدراء الأديان

(مقال بتاريخ 30 سبتمبر 2012)

حتي الأن لا يستطيع عقلي المتواضع ان يفهم ما معني تهمة ازدراء الأديان؟؟ فالأنسان حر فيما يقدس و فيما لا يقدس !!! حتي الأيمان بقي بقانون !!!!!!!!!!

فأنا لست سعيدا بمحاكمة أبو اسلام بتهمة أزدراء المسيحية و بالطيع ضد محاكمة ألبير صابر بتهمة أزدراء الأسلام ... فهناك شئ أسمه حرية عقيدة بمعني أن الأنسان له الحق في اعتقاد ما يشاء فمن حق المصريين مثل باقي البشر أن يعتقدوا فيما يشاؤون و ليس فيما يعتقد الحزب الحاكم أو فيما يعتقد غالبية مواطني الدولة المصرية ..... من حقك أن تؤمن بالله و من حقي أن أؤمن أنه خرافة من حقك أن تري المسيح مخلص البشرية و من حقي أن أري انه ليس كذلك من حقك أن تري محمد رسول الله و من حقي أن أري أنه ليس كذلك .... هذا هو معني حرية العقيدة ... لا يعني ذلك أنني أشجع فعل أبو اسلام و لكني في ذات الوقت أري أن تهمة ازدراء الأديان هي مقبرة لحرية الفكر و حرية العقيدة و شيئا فشيئا سيصبح أدني انتقاد لأي شئ يمت للدين او حتي لرجال الدين او حتي للسياسيين الذين يختبؤون وراء عبائة الدين هو أزدراء للأديان و بالتالي فأن الحريات سيتم وأدها بأسم حماية الدين و حماية الله من الأهانة؟؟  

عزيزي القارئ دعني أصارحك و أفاجئك عمليا لا يوجد شئ أسمه أزدراء .... الحقيقة أن ما يحدث هو ان مجموعة من البشر تقدس شخص أو شئ و تحاول فرض هذة القدسية علي الأخرين بالقوة سواء المادية او المعنوية ... و عندا يبدأ عقل جرئ في أزالة القدسية عن هذا الشئ أو الشخص و ينقده بحرية تبدأ هذة المجموعة في أستعراض عضلاتها حتي تجبر الأخرين علي تقديس هذا الشئ أو الشخص. لا يعني ذلك أنني اتفق مع كل نقد يقدم في الأديان و لكني يعني انني أؤمن و أدعم بكل قوتي حق اي أنسان في أن يؤمن أو لا يؤمن بأي دين ... يعني أنني أدعم حق أي أنسان في نقد دينه أو أي دين أخر ... نعم أنني أري أنه من الأكثر كياسة أن ينقد الأنسان معتقدات الأخرين بحساسية لمشاعرهم و لكن من قال أن هؤلاء من يطالبون الأخرين بأحترام معتقداتهم يتصرفون بأدب مع من يتجرأون علي النقد!!

دعنا يا عزيزي نحاول نفهم هذة المعضلة و نقترب منها بهدوء، أولا : المقدس عند صاحبه هو شخص أو شئ ما فوق النقد و غالبا ما يرتبط بمفهوم ديني يؤمن به المتدين بغض النظر عن مدي أتفاقه مع العقل أو المنطق... فمثلا المسيحي يؤمن أن المسيح هو الله بينما يؤمن المسلمين أن المسيح هو نبي .... و بمثال أخر فأن المسلمين الأوائل عندما خرجوا في جيوش الي دول شمال أفريقيا سموا ذلك فتحا و بالتالي فأن المسلمين حول العالم يستخدمون كلمة فتح بينما سمي الأخرين نفس الفعل بأنه غزوا و ليس فتح ... و هذة هي نسبية الأعتقاد بمعني ان ما تؤمن أنت به علي انه حقيقة مطلقة ربما يراه الأخر بطريقة أخري و هذة هي طبيعة البشر أنهم مختلفون، والحقيقة أن المشكلة ليست في الأختلاف و أنما في عدم تقبل الأختلاف كأحد سنن الحياة و هنا تبدا الأزمة!

الكارثة تكمن في أن بعض المؤمنين يروون أنه لا يجوز أن يعبر أي شخص أخر عن أعتقاده المخالف لأعتقادهم و أن أقصي حرية يمكن أن يمنحها المجتمع لشخص يؤمن بغير ما تؤمن به الجماعة هو أن يغير أعتقاده دون أن يتفوه او حتي يعلن عن ذلك أما أذا أعلن ذلك فهو فاسد و مفسد ويجب قتله أو سجنه!! هكذا يفكر رئيس مصر المخروسة (كما صرح في أحدي البرامج أثناء حملته الأنتخابية)... أيوه المخروسة مش غلطة املائية و لا حاجة ... المخروسة من الخوف و الرعب ...المخروسة من قوانين ازدراء الأديان ... المخروسة من العنصرية التي أصبحت نكهة العصر!

كلما فتحت الجرائد المصرية وجدت شخصا متهما بأزدراء الأديان من عادل امام الي ألبير صابر ... من أبو أسلام الي نجيب ساويرس... فنانين و سياسيين، مشاهير و مغمورين ... الكل سواسية في الهم و القمع ... عادل امام عمل فيلم الأرهابي أذن فهو مزدري للأديان (مؤخرا تم تبرئته و لكني كما قلت لا أفهم هذة التهمة العجيبة) ألبير صابر نقد الأديان فهو مزدري للأديان ... أبو أسلام حرق الأنجيل فهو مزدري للأديان ( و هو أصلا يؤمن أن الأنجيل تم تحريفه و ما حرقه ليس كتاب من الله !!) حتي نجيب سايروس عمل شير لصورة علي توتير فأصبح مزدري للأديان ... أنه مهرجان أزدراء الأديان يا عزيزي ...

فكل من هو ليس مسلم سني و عبر عن معتقداته فانه مزدري للأسلام و مكانه السجن و ربما القتل ... فالبهائيين مرتدين و يجب قتلهم و اللادينيين كذلك أيضا بالرغم من الأختلاف الواسع في المعتقدات بل و الأدهي أن حتي المسلمين من غير السنة معرضين لنفس التهمة فالشيعة يتعرضون لأتهامات مشابهة و القرانيين كذلك!! كما قلت لك يا عزيزي أنه مهرجان الأزدراء ... ففي مصر الفئة الوحيدة التي من حقها الترويج و الدعاية لمعتقداتها هي المسلمين السنة ... فتخيل لو أن قس مسيحي خرج في الشارع ووقف ببعض الأناجيل في الشارع ليكلم المارة عن الديانة المسيحية لقامت الدنيا و هاجت و ماجت!! و مش بعيد نلاقي هذا القس المسكين مضروب من مجموعة من المسلمين الشرفاء زي المواطنين الشرفاء اللي كانوا بيقبضوا علي الثوار !! علما بأن المسلمين عندما يعيشون في دول الغرب ذات الأغلبية المسيحية يبشرون بالأسلام بحرية كاملة!!
أليس من حق المسلم السني ان يصير شيعيا ؟؟ أليس من حقه ان ينكر الأسلام؟؟ أليس من حق البهائي أن يتحدث عن ديانته أو علي الأقل يطلع بطاقة ؟؟ أليس من حق المسيحيين أن يدعوا الأخرين للمسيحية؟ كل هذة حقوق انسانية مشروعة معترف بها في العالم الحر المتحضر و لكننا لا نتحدث أبدا عن هذة الحقوق بل و نحيا علي قنبلة موقوتة من الأحتقانات الطائفية تنفجر في وجهنا علي اتفه الأسباب ... يحكمنا رئيس يأسس لدولة دينية شمولية تفرق بين مواطنيها.. تجرم حرية الأعتقاد و تضع أزدراء الأديان سيفا علي رقبة الحرية!

ماهر جبره 
سبتمبر 2012 
واشنطن 

الجنس و المرأة و المجتمع المحافظ ......

الجنس و المرأة و المجتمع المحافظ .............

الدفاع عن الفضيلة!!!!!!!!!!!!

(مقال بتاريخ 16 يناير 2009)


ما هو المجتمع المحافظ؟ هو ذلك المجتمع الذي تحكمه و تتحكم فيه أعراف و تقاليد أجتماعية بحجة الحفاظ علي الأخلاق و المبادئ، مجتمع يمتلك أي شخص فيه حقا مزيفا للتطفل علي الحياة الشخصية للأخرين بحجة تحقيق الفضيلة و تجنب الرذيلة، حقا مكتسبا من سلطة أجتماعية قامعة تبني شرعيتها علي جثث الحريات الفردية متذرعة بواجب قومي وهمي وهو التحكم في سلوكيات أفراد المجتمع لينعم بالقداسة و الفضيلة. وحقيقة الأمر أن هذا المجتمع هو مجتمع مريض بأمراض أجتماعية عديدة منها الأنكار و التسلط و الكبت و أهمها غياب العدالة، هو مجتمع غير ناضج لا يعي كيف يتعامل مع واقع الحياة فيدفن رأسه في الرمال حتي لا يري المشكلة.
أما الجنس فهو ذلك الأحتياج العميق جدا الي الحب و التلاقي روحا و جسدا، هو الأحتياج للمسة الحانية و هو الأحتياج للتفهم العميق ، هو الأحتياج للحضن الدافئ و هو الأحتياج لمتعة الأخذ و روعة العطاء، و هو علاقة تعبر عن أحتياج الكيان الأنساني للأتحاد بأخر و الشوق و اللهفة اللذان لا ينطفائان للحظات من العذوبة و الدفء نتاج هذا الأتحاد.
و العلاقات كما أدركها تتمايز الي نوعين، علاقات سلطوية مبنية علي أن يسيطر طرف علي أخر، طرف أقوي و طرف أضعف و أخري تكافؤية مبنية علي التكافؤ و المساوة في الحقوق و الواجبات و لا يوجد فيها أضعف و اقوي بل فيها نديين، و بما أن الجنس علاقة فلابد لها أن تأخذ شكل من الأثنين.
و بما أن المجتمعات المحافظة تخشي الحرية و دائما ما تربط بين الحرية و الأنحلال و بين التقييد و الفضيلة، لذلك أختارت المجتمعات المحافظة أن تتعامل مع الجنس بالتقييد حتي تضمن الفضيلة الظاهرية بالطبع و التي تخفي ورائها الكثير و الكثير من مظاهر الظلم البين و الجلي.
أما المرأة فهي الطرف الذي قررت المجتمعات المحافظة أن عليه أن يدفع الثمن، فلابد علي طرف أن يخنع حتي تستقر العلاقة السلطوية، تدفع الثمن من حريتها و من أنسانيتها، من كونها راشدة تمتلك زمام حياتها الي كيان تحت الوصاية حتي في الأربعين من عمرها، من كونها كيان قائم بذاته و ليست مجرد تابع لأنسان أخر كل ما يميزه هو أمتلاكه لعضو ذكري، من كونها أنسانة تمتلك كل ملكات الأنتاج المهني بكافة صوره الي مجرد زوجة و أم، أن الذكر في هذة المجتمعات سلب المرأة الكثير و الكثير من حقوقها و أعطي لنفسه في المقابل حقوقا لا يستحقها بحجة الدفاع عن الفضيلة.
و هذة المجتمعات التي تدعي الفضيلة، هي مجتمعات تمارس ظلم منهجي و أنتهاك منظم للمرأة
فمن البداية و هي طفلة تتلي عليها التعليمات العسكرية ما تتضحكش بصوت عالي، ما تلعبش كتير مع ولاد، ما تعليش صوتك، أتكلمي بأدب البنت المؤدبة لازم صوتها يكون واطي و كأن حتي الغضب و الأنفعال أمر غير مشروع.
و قبل ان تصير فتاة تخضع لعملية أقل ما يقال عنها أن قذرة و وحشية لبتر جزء من جهازها الجنسي برضة بحجة الدفاع عن الفضيلة و بالطريقة الشنيعة ده تتعرف المخلوقة الغلبانة ده علي المدعوق الجنس في لقاء لا يتميز الأ بالصراخ و الدم و الصدمة النفسية اللي غالبا ما ترتبط في نفسها بالجنس لاحقا.
و لما تدخل المراهقة و ينضج جسدها و تظهر عليها علامات الأنوثة تبدأ معها المراقبة العسكرية و يا سلام بقي لو ليها أخ ذكر يمارس كل عقده النفسية و يطلع كبته من الدين و الدنيا عليها و طبعا المجتمع سيشيد به و يأمرها أكتر بالطاعة و الخضوع.
و تيجي تدخل الجامعة تتحدد و تتحجم أختياراتها و غالبا تمنع من السفر لكلية في العاصمة مثلا، ما هو يعني أزاي تعيش لوحدها من غير ما يبقي في راجل يراقب سلوكها و يتحكم فيها.
و الطامة الكبري لما تتخرج، تبدأ الأسرة فورا في البحث عن أي ذكر و تعمل جاهدة علي شنكلته علشان الجواز سترة، أو بمعني أخر الزواج هو الشكل الأجتماعي الوحيد المقبول من المجتمع للفتاة فالحياة أصلا للرجالة و الستات أتخلقوا علشان يبغددوا و يدلعوا الرجالة و بالتالي يعني ايه بنت تقعد لسن خمسة و عشرين و لا تلاتين من غير جواز، و ده طبعا يدي الحق للبواب و بتاع العيش و المكوجي أنهم يسألوا في السر أو في العلن ليه لحد دلوقتي لم يتم أدخال هذة الأنثي و التي هي خطر فاضح علي المجتمع تحت وصاية ذكر.
وبما أن المجتمع قرر أن تلعب الأنثي دور الطرف الضعيف في العلاقة السلطوية بينها و بين الذكر، لذلك فهي دائما الملومة فلو مارست الجنس خارج الزواج تتفضح و لو امكن تتدبح، (أحصائيا عدة الاف من النساء سنويا يتم قتلهم في الوطن العربي تحت مسمي جرائم الشرف) أما هو فله الفخر فهو الواد المخلّص، وهكذا تتحول العلاقة بين الراجل و الست الي علاقة صياد بفريسته، و لو تم أغتصابها يبقي أكيد كانت لابسة لبس خليع و هي السبب اللي حركت غريزة الحيوان اللي أغتصبها و حيوان هنا ليست شتيمة و أنما هي الوصف الأدق للكائن الفاقد السيطرة تماما علي غرائزه.
و لما تتجوز تفقد ملكيتها لجسدها ( ما هو اللي عامل مشاكل من الأول) و حتي لو أغتصبها جوزها يبقي حقه ما هو جسدها ده أصلا ملكه، فضلا عن أنها موجودة لأشباعه جنسيا ، مش أن هما الأتنين موجودين لأشباع بعض، و بعدين هو يعمل اللي هو عايزه في السرير لأنه الزوج صاحب الحقوق المقدسة مهما كان شاذ أو غريب وبغض النظر عن رضاها من عدمه أنما هي لو عبرت عن أحتياجها لشئ معين منه تبقي ست عينيها مفتوحة و مش متربية و طبعا ده ممكن يخليه يشك في أخلاقها و ماضيها.
و لو طلع راجل عصبي و لا بخيل و لا عنيف لازم تستحمله مش هو راجلها و لو طلبت الطلاق يطلع عينيها و لو أتطلقت يبدأ المجتمع الشريف الطاهر في ممارسة كافة أشكال الوصم و التمييز ضدها فأزاي يعني نسيبها من غير راجل يلمها و يحمينا من شرها و فتنتها.
وده طبعا فضلا عن التمييز في العمل و التمثيل في الحياة العامة، بمعني عندنا كام وزيرة و لا كام عضوة في البرلمان و هل ممكن تترشح واحدة ست للرئاسة؟!!!!.

أه يا مجتمع فاسد يدعي الشرف و يذبح الضعيف، أه يا قلبي الموجوع علي مجتمع قدس الظلم و آله التمييز.
كام ست عملت خدها مداس و عاشت طول عمرها تتضرب من جوزها سبع البرمبة علشان لو أتطلقت المجتمع هينهشها.
كام ست سكتت و كتمت في قلبها أحساسها بالأهانة من كلب أتحرش بيها في الضلمة لأنها لو أتكلمت المجتمع هيدبحها و برضه تحت مسمي الفضيلة.
كام ست كانت ممكن تبقي عالمة أو مخترعة و قعدت في البيت بالغصب و الضرب و مالقيتاش اللي يدافع عنها و يساندها في مجتمع ذكوري ظالم.
كام ست كانت ليلة دخلتها عملية أغتصاب كاملة من راجل مكبوت أو مريض و أتحرمت حتي من الكلام عن وجعها لأنه عيب.
كام ست جوزها راماها و أتجوز عليها أتنيت و تلاتة و عاشت تطالبه في حقها في ربع راجل و أمعن هو في أذلالها.
كام ست صرخت لسنين في الكنايس اللي رافضة الطلاق و طلقوها بعد ما راح شبابها أو سابوها متعلقة.
كام ست عانت من تحرشات و أنتهاكات من مديرها و لا من صاحب المصنع اللي أستغل فقرها و حماية المجتمع له لأنه بس ذكر و مقدرتش تتكلم.
كام ست عانت بدون رضاها من ممارسات جنسية شاذة و يمكن سادية من جوزها.
كام ست أتقتلت لمجرد الشك في سلوكها و الجريمة أتطبخت و الراجل طلع برئ و يمكن بطل.

في النهاية بصفتي رجل حاسس أني مديون للنساء كلهن بأعتذار عن ما بدر من أبناء جنسي من أسوأ أستغلال لمعني و قيمة الرجولة لفرض السلطة و الهيمنة الذكرية عليهن من فجر التاريخ و حتي الأن حتي لو ماشاركتش في ده أنا شخصيا.





عن الكفر أتحدث

(مقال كتبته يوم تفجير كنيسة القديسين بتاريخ 3 يناير 2011)

نعم عن الكفر وعدم الأيمان والألحاد أتحدث.. نعم في وسط هذة الظروف المليئة بالحزن و الغضب و التوتر أتحدث عن هذا الأمر الشائك الذي طالما دفننا رؤوسنا في الرمال تجاهه وتجاهلناه.. أتحدث اليوم عن المواطنة و منبع شرعية الحقوق و عن حرية العقيدة، حرية الأيمان او عدم الأيمان، حرية التنقل من دين الي دين. و لكن بداية و جب التنويه أن أرائي ستصدمك فأنك كنت لا تتحمل الأراء الصادمة فأدعوك الا تكمل القراءة و أن تدعني أعبر عن وجهة نظري.

الكل حزين في مصر بعد ما حدث في كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر بالأسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية لعام 2011. أنفجار مدوي راح ضحيته 21 أنسان غير عشرات المصابين و أكرر أنسان قبل أن يكون مسيحي او حتي مصري. الجميع يدين و يشجب و يكرر هذا عمل دنئ .. هذا عمل شنيع.. و كأنهم يقولوا شئ خارق أو أكتشاف علمي. ولكنهم في الأصل ينفضوا عن أنفسهم مسؤلية الحادث. و الحقيقة يا سادة ان ما حدث ليلة رأس السنة لم يكن أمر طارئ أو شاذا علي ثقافة المصريين كما قال رئيس الجمهورية في خطابه في اليوم التالي للحادث. و أنما هو أمر أصيل في ثقافة المصريين. فالمصريين أضحوا من أقل شعوب الأرض قبولا للأخر. حتي أن الأخر يعّرف في مصر علي أنه المسيحي. و كأن المصريين يقرون ضمنيا بأنه لا وجود بالمرة الا للمسلمين و المسيحيين في مصر و ربما علي وجه الأرض و هو ما ينافي الحقيقة!! أن الحوادث الطائفية ضد الأقباط في مصر أصبحت أمر يثير الملل قبل المرارة لأي متابع حقيقي للملف القبطي. فالأحداث تتكرر بشكل ممل و سخيف جدا. بل تدور داخل دورة و كأنها دورة حياة للعنف الطائفي يمكن بسهولة دراستها و التنبؤ بها، و لذا فأن أدانة الحادث ليست الا تعبير سطحي ساذج عن تبرئة الفعلة الحقيقيين من فعلتهم. و في الحقيقة عندما أتحدث عن الفعلة الحقيقيين لا أقصد هؤلاء من دبروا للحادث الأرهابي و أنما أقصد هؤلاء من صاغوا المناخ الفكري و السياسي و الأجتماعي المهيئ لحدوث هذة الأحداث و تكرراها الي أمد لا ينتهي. فالكل مسئول و جاني في هذا الحادث و علي رأسهم الأقباط.

الدولة مسئولة و الداخلية مسئولة و القضاء مسئول و البابا شنوده مسئول و وزير الأعلام مسئول، ووزير الثقافة وأيضا وزير التعليم و المؤسسات الدينية الأسلامية و المسيحية مسئولة. فالأرهاب ليس وليد لحظة و أنما هو صناعة تحتاج الي سنوات من التعليم العفن و الردئ و الأعلام الأقصائي الموجه و الثقافة المبتورة و المشوهة و التاريخ المزيف. بل و يحتاج أيضا الي جاني و الي مجني عليه و الي فلسفة تبيح للجاني جنايته و الي فلسفة تبيح للمجني عليه تحمله الغير مبرر و الغير عقلاتي للجاني و أفعاله المدمرة. أنها سلسلة معقدة يا عزيزي و ليست وليدة لحظة أو مجرد خطأ أمني!!

فعلي سبيل المثال ففي السنة الماضية و في ليلة عيد الميلاد تم سرقة فرحة الأقباط بالعيد، عندما قتل 6 منهم و معهم الحارس المصري في نجع حمادي و لكن قاتلهم لم يعاقب بعد!! و لكن الدولة لم تكتفي بهذا بل أن عبد الرحيم الغول و الذي قيل عنه أنه كان وراء هذا الحادث الأجرامي تم أنتخابه مرة أخري كنائب عن الحزب الوطني في نفس الدائرة التي مات فيها الأقباط. بل و المفارقة العجيبة أن البابا شنوده أعلن تأييده الصريح لبعض رموز الحزب الوطني مثل الدكتور مفيد شهاب في اللحظة التي شعر فيها الأقباط أن الحزب الوطني متوطأ ضدهم. و لكن هل من مبرر لموقف البابا السياسي في دعمه لرموز الحزب الوطني و دعمه لمبارك وولده جمال في ظل كل العنف الممنهج الذي يتعرض له الأقباط علي مدار عقود دون أي تقدم في هذا الملف!!
نعم الدولة مسئولة لأنها لا ترغب في تطبيق القانون في حوادث العنف الطائفي و نعم الكنيسة مسؤلة لأنها تقبل بالحلول الوسطية التي أثبتت فشلها بشدة و تهادن و تقايض علي حقوق الأقباط مستخدمة كارت ولائهم السياسي! يا له من شئ مخجل! و نعم الأقباط مسؤلون لأنهم أعتادوا المهادنة و التخاذل و عدم النضال من اجل حقوقهم. فعلي مر التاريخ كانت جلسات الصلح العرفية هي المسكن الذي أستخدمته الدولة و قبلته الكنيسة بعد كل حادث طائفي علي مدارعقود طويلة. فالدولة تخلت عن القانون و الأقباط  قبلوا هذا الوضع و سلموا بالجلسات العرفية لسنوات.

و من زاوية اخري فأن التعليم الذي يروج للثقافة الأحادية و الذي أقرعلينا و أنا في المرحلة الثانوية في مادة اللغة العربية قصة عقبة بن نافع و كيف كان يغزو الدول المحيطة بحجة نشر الأسلام و كيف أن ثقافة الغزو مبررة طالما بدافع ديني لا يجوز أن نتجاهل دوره فيما يحدث الأن. كما أن الأعلام الذي يتيح مساحات هائلة لرجال الدين الأسلامي دون أن يتيح فرص حقيقية لدعاة المواطنة و العلمانية لهو مسئول بشكل مباشر عن الأرهاب و العنف الطائفي. أن صناعة الفكر هي أهم ما يمهد الي الأرهاب. فالأرهاب هو في الأصل ثقافة قبل يتحول الي ممارسة.

و لن أبالغ حين أقول أن المصريين في هذة الفترة من الزمان صاروا قنابل موقوتة، و صارت أدمغتهم مليئة بالتعصب و الأقصاء و العنف. نعم المصريين في معظمهم لا يقبلون الأخر. و لعل من الضروري أن أوضح ما هو معني الأخر، فالأخر هو كل من يختلف معي في الفكر أو العقيدة أو حتي التوجه السياسي أو الكروي. و قبول الأخر يعني قبول المختلف يغض النظر عن أتفاقي أو أختلافي مع معتقداته طالما أن معتقداته لا تحثه علي أيذائي. و المصريين الذين تشبعوا الي النهاية بثقافة الدين الواحد و الفكر الواحد و الرأي الواحد لم يخرجوا في مظاهرات لأدانة حادث حرق بيوت البهائيين في مارس 2009 بل خرجوا في مئات و ربما الوف يدينوا التعصب الأعمي في المانيا حين قتلت مسلمة واحدة وهي الدكتورة مروة الشربيني. فكيف نهيج و نميج لمقتل انسانة و نقبل ببساطة حرق بيوت عشرات المصريين الأمنيين و طردهم الي الشوراع و محاولة قتلهم علانية!!

نعم الكل مسئول بل و الأديان بذاتها مسئولة. ففكرة تكفير الأخرين الذين لا يؤمنون بأيماننا هي المبرر الفكري الرئيس لثقافة الجهاد و القتل و الأرهاب. فعندما قتل المفكر فرج فودة في التسعينييات؟ تم سؤال قاتله... لماذا قتلته؟ فقال لأنه كافر فسأله القاضي مرة أخري من اي كتا ب من كتبه عرفت أنه كافر؟ فقال أنني لا أعرف القراءة!! و هنا لابد علينا أن نتوقف قليلا... فكلمة كافر كانت كفيلة أن تجعل شخص بسيط مثل هذا لا يعرف القراءة و الكتابة و لا هو مفكر أو كاتب أو حتي قارئ أو متابع للأعمال الفكرية لفرج فوده أن ينقض عليه و يقتله و ذلك فقط بدعوي أنه كافر.

و لماذا يري المصريين الكافر بهذا السوء؟ و لماذا كل هذا الخوف منه؟؟ ببساطة الكافر بهذا السوء لأن الكتب المقدسة نعتت الكفار بأسوأ الصفات و كأنهم ليسوا بشرا. فعندما كنت أقرأ الأصحاحات الأولي من سفر رسالة بولس الرسول الي أهل رومية وجدت وصف للكفار أو غير المؤمنين و كأنهم ليسوا بشر. وصف يضع فيهم كل الصفات السيئة في الوجود. و كأن المتدنيين و أديانهم أحتكروا الأخلاق و أصبحت الأخلاق حكرا عليهم و كل من لا يؤمن بأديانهم فهو بالضرورة شخص غير أخلاقي و يشكل خطر داهم علي مجتمعاهم المقدسة و لذا وجب حماية مجتمعاتهم المقدسة منهم حتي و لو وصل الأمر الي حد قتلهم و انتهاك أقدس حق أنساني في الوجود و هو الحق في الحياة. فأذا كان بعض شيوخ الأسلام يحرضون علي كراهية المسيحييين، و هذة حقيقة علينا أن نواجهه شجاعة. فأن كثيرا من النصوص الدينية في الكتب الدينية حرضت علي نبذ غير المؤمنيين بها. فنفس المسيحية التي تشتكي الأضطهاد الأن هي التي قالت أية شركة للنور مع الظلمة و أيه خلطة للبر مع الأثم في أشارة الي المؤمنيين و غير المؤمنيين!! كما أن الأسلام و اليهودية لا يختلفان في منهجية نبذ الكفار وغير المؤمنين و وضعهم في مرتبة أدني من المؤمنيين في شئ.

و اللافت للأنتباه هو  أننا كلنا كفار من وجهة نظر معينة، فالكافر هو من لا يؤمن بأيمان معين و بالتالي كلنا كفار. فالميسحي أو اليهودي او البهائي او البوذي الذي لا يعترف بمحمد كرسول لله هو كافر من وجهة الأسلام و المسلم أو اليهودي او الهندوسي اللاديني أو الأنساني الذي لا يعترف بألوهيته المسيح و تجسده و صلبه و موته و قيامته من الموات هو أيضا كافر من وجهة نظر المسيحية.

فيا سادة أن ظللنا نقيم شركائنا في الوطن من خلال الكتب المقدسة فلن ينتهي بنا الأمر الي فريقين واحد مؤمن و الأخر كافر أو واحد نور و الأخر ظلمة أو واحد بر و الأخر أثم و هذة هي بداية التمييز و هي نفسها أول رصاصة في جسد المواطنة و الشراكة في الوطن.


الأنسان هو المشكلة ... الأنسان هو الحل و حريته هي السبيل.

  ماجد ماهر جبره
القاهرة في 3 يناير2011